تحت حراسة أمنية مشددة، وبعيدا عن أعين المتتبعين لمستجدات الجريمة النكراء التي هزت أركان جماعة أحد واد إفران صباح يوم الجمعة الأخير إثر عثور عائلة المسماة قيد حياتها فاطمة ريحان على رأسها منفصلا عن الجسد بمحيط منزلها، تمت صباح اليوم الأخير من شهر دجنبر 2018 إعادة تمثيل هذه الكارثة بمسرح الجريمة وفق ما اعترف به المتهم الرئيسي فيها، وهو راعي الغنم الذي أكد من خلال أقواله وأفعاله أنه قام بتنفيذ فعلته الشنعاء منفردا وبدون مساعدة الغير،وأنه أبلغ مشغله والذي هو خال المغدورة والجار المحادي مسكنه لمنزل والدها، بغيابه تلك الليلة لقضائها عند أخته بالجوار، لكنه بقي متربصا بالضحية حتى خرجت حوالي الساعة الرابعة صباحا رفقة ابنتها لقضاء حاجتها ، فانقض عليها ووضع غطاء على رأسها لإخراس صوتها، وجرها وراء سياج من الكمثرى الشائكة حيث قام بفصل رأسها عن جسدها ليغادر المكان في حينه نحو منزل أخته ومنه إلى تونفيت حيث يقطن أبوه وحيث تم إلقاء القبض عليه بعدما رصدته العين اليقظة لأحد أعوان السلطة
وحول الدوافع التي أدت به إلى ارتكاب هذه المجزرة ،أفادت مصادر كم عين المكان، أن المتهم متمسك إلى حد الآن بقوله أنه كان يصرف ماله على الهالكة وعلى عائلتها بغية الزواج منها، إلا أنها رفضت الاقتران به وكانت تخونه مع غيره، وهو ما أثار حفيظته ليقرر القصاص منها بتلك الطريقة الداعشية حيث لم يكتفي بقطع رأسها بل قام أيضا بقطع أنفها
إلا أنه لا أحد من المتتبعين لتفاصيل هذه الكارثة وخصوصا منهم الذين يعرفون الجاني والمجني عايها اقتنع بتنفيذه لها لوحده فقدعلق بعضهم على ذلك بالقول: « إننا كغير محترفين نحتاج للمساعدة لذبح دجاجة أو خروف، فما بالك بشابة في مقتبل العمر وقوية البنيان… »، ويستبعد بعضهم أيضا ذبحها في المكان الذي وجدت فيه الجثة لأن ما سال من دماء فيه قليل بالمقارنة مع ما يمكن أن يخرج من آدمي تم فصل رأسه عن جسده،كما لم يقتنع أحد بالأسباب التي يدفع بها والمتمثلة في رفضها الزواج منه أو في غيرته عليها، لكونها في نظرهم أسباب واهية من جهة ومن جهة أخرى لأن الجميع في المنطقة يعلم أن الضحية لم تفكر يوما في الارتباط بأحد، لأنها تخشى على والدها وابنتها أكثر من نفسها التي نذرتها لخدمتهما ولا تطيق بقاءهما وحيدين ودون رعاية منها في الوقت الذي هما في أمس الحاجة إليها، خصوصا في هذا الظرف الذي يعاني الأب من ويلات سرطان القولون الذي يحول دونه ودون القيام بأي عمل يذكر لجلب لقمة العيش لهم، وبذلك ينتظر المتتبعون لهذه المأساة ما ما سيفضي إليها التحقيق وما سيبوح به المتهم من أسرار في القادم من الأيام
يذكر أن هذه الجريمة البشعة بكل المقاييس، تركت استياء عميقا في نفوس أهالي المنطقة وغيرهم على الصعيدين الوطني والدولي، وتقرر إطلاق حملة للتضامن مع والد الضحية الذي فقد سنده الوحيد ومعيلته وكل شيء في حياته، وبمبادرة من بعضهم، تم يوم الإثنين 31 دجنبر فتح حساب بنكي باسمه بالبنك الشعبي بأزرو، ووُضع رقمه ( MA 148 425 21111 1421456 0014 20) رهن إشارة ذوي القلوب الرحيمة قصد مساعدته لمواجهة تكاليف علاج المرض وتكاليف حياته البسيطة مع حفيدته التي يعتبرها قرة عينه
مرادي محمد