سلط موقع “بيزنس إنسايدر” في تقرير مطول له الضوء على الثروة الفاحشة المتراكمة منذ عقود لدى أسرة آل سعود الحاكمة في المملكة من إيرادات النفط، وكيف أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبح المتحكم الفعلي بكل هذه الثروة بعد فرض سيطرته وإحكام قبضته على معارضيه داخل الأسرة وخارجها.
التقرير أشار إلى إنفاق ابن سلمان أموالا طائلة على يخت اشتراه بـ 500 ملايين دولار وقصر فرنسي بـ 300 مليون دولار ولوحة منسوبة إلى الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي بحوالي 450 مليون دولار.
وتقدم الصحيفة صورة عن حياة ولي العهد الفارهة حيث ذكرت أنه وريث عرش الملك سلمان، 83 عاما ووالدته اسمها فهدة بن فلاح، وولد في عام 1985، وسمي وليا للعهد بعدما قرر والده تنحية ابن عمه ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف من منصبه.
وبحسب “نيويورك تايمز” فهناك تقارير عن قيام بن سلمان بالتآمر على إزاحة ابن عمه، وحصل على شهادة في القانون من جامعة الملك سعود، وعمل بعد تخرجه في عدد من مؤسسات الدولة قبل تعيينه مستشارا لوالده عام 2009 حيث كان يعمل حاكما على منطقة الرياض، وسمي في عام 2012 وليا للعهد بعد وفاة أخيه الأمير نايف بن عبد العزيز.
وبعد ثلاثة أعوام توفي الملك عبد الله وتولي والد محمد العرش السعودي في سن التاسعة والسبعين، ولم يتول الأمير بعد الحكم إلا أنه وبحسب موقع “بلومبيرغ نيوز” يدير البلاد بشكل فعلي نيابة عن والده الملك سلمان.
وتقول صحيفة “الغارديان” إن الأمير يعمل ساعات طويلة في مكتبه ولكنه لا يتسامح مع النقد، ونقلت عن مصدر قوله “من حاول قول لا حتى بطريقة لينة يواجه العواقب”.
ولا يعرف حجم ثروة العائلة السعودية المالكة لكن يعتقد أنها تصل إلى 1.4 ترليون دولار، وراكمت العائلة الثروة وعبر عقود من الموارد النفطية، وبلغ عدد أفراد العائلة المالكة 15.000 فردا ولكن الثروة موزعة بين 2.000 منهم حسبما أوردت شبكة “أن بي سي”، ومقارنة مع ثروة آل سعود، فالعائلة المالكة في بريطانيا تقدر بحوالي 88 مليار دولار.
ووصفت “نيويورك تايمز” الملك سلمان وابنه أنهما عادة ما شوهدا يتمشيان في القصور ذات الأعمدة الرخامية. وعادة ما يتم استقبال الزوار الأجانب في قصر اليمامة، وفي أثناء زيارة باراك أوباما إلى قصرالرجاء ولاحظ الصحافيون المرافقون له محفظة للمحارم مصنوعة من الذهب وكراسي ذهبية.
وتملك العائلة المالكة قصورا وفيللا فارهة حول العالم من بريطانيا وسويسرا إلى فرنسا والمغرب، ويعرف الأمير محمد ببذخه حيث أنفق اموالا طائلة على يخت وقصر ومروحيات ولوحات نادرة، فقد اشترى يختا طوله 440 قدما اسمه “سيرين” ويضم مسبحا وجاكوزي ومربط لمروحية وقاعة تدريب وسينما.
ويستوعب اليخت 24 زائر في 15 غرفة. وفي عام 2017 اشترى قصر في فرنسا ودفع ثمنه 300 مليون دولار قرب باريس، ويحتوي القصر الذي يعود إلى القرن السابع عشر على نوافير ونظام صوت وضوء وتكييف يمكن التحكم بها عبر أيفون. وفيه أيضا قبو للخمور وسينما، وفي المزاد على لوحة “سلفاتور موندي” قام الأمير بوضع العرض عليها عبر الهاتف.
وواجهت السعودية عددا من الإنتقادات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة قوانين قمعية مثل التي تطلب من المرأة الحصول على موافقة الرجل في كل قرار. وأشار الموقع إلى تقريره الذي نشره في شهر شباط (فبراير) 2019 عن استخدام تطبيق أبشر الذي يمكن الرجل من متابعة مكان زوجته وبناته.
وأدى التقرير الصحافي إلى تحقيق طلبه مدير أبل تيم كوك. وأشار الموقع إلى حملة مكافحة الفساد التي تعرض فيها معتقلون في فندق الريتز للضرب وأجبروا على التخلي عن جزء من ممتلكاتهم، فيما زادت حالات الإعدام في الثماني أشهر من وصوله إلى الحكم حيث زادت إلى 133 حالة.
وكما كشف تقرير لموقع “بزنس إنسايدر” فعلاقات ترامب التجارية مع القصر الملكي تعود إلى عقود، فيما دفع صهر ترامب جارد كوشنر لعلاقات قوية مع المملكة وبخاصة مع محمد بن سلمان.
وأشار الموقع إلى علاقات الأمير مع شركات التكنولوجيا ومقابلته أثناء زيارته إلى أمريكا العام الماضي عددا من مدراء الشركات في أبل وغوغل وأمازون. وتملك السعودية نسبة من شركة أوبر
المصدر جريدة وطن